Paste your adsense code here ...

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

العاشق الياباني





 العاشق الياباني


إيزابيل الليندي

إيزابيل الليندي يونا روائية تشيلية وُلدت في 2 أغسطس 1942، وحاصلة على العديد من الجوائز الأدبية المهمة، ومن الأسماء المرشحة دائماً للحصول على جائزة نوبل. تُصنف كتاباتها في إطار الواقعية السحرية، وتنشط في مجال حقوق المرأة والتحرر العالمي. من أهم رواياتها: بيت الأرواح، وإيفالونا.

في الفترة منذ 1959 وحتى 1965 عملت الليندي في منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة في سانتياغو، وفيما بعد في بروكسل، وأماكن أخرى في أوروبا. عادت الليندي إلى تشيلي في 1966، وبدأت مُنذ 1967 العمل في هيئة تحرير مجلة باولا، ومن ثم مجلة مامباتو للأطفال. وُلدت ابنتها باولا في 1963، وفي عام 1966 وُلد ابنها نيكولاس.

في 1973، عُرضت مسرحيتها إل إمباجادور El Embajador، وفي سبتمبر من نفس العام، حصل الانقلاب الدموي على عمها سلفادور أيندي الذي قُتل خلال الاستيلاء الدموي على لا مونيدا (القصر الرئاسي التشيلي). في 1975 نُفيت الليندي إلى فنزويلا حيث عملت في جريدة كاراكاس إل ناسيونال، كما عملت معلمة في مدرسة ثانوية.

رافقت الليندي في عام 1981 جدها البالغ من العمر تسعة وتسعين عاماً خلال موته، وبدأت عندها في كتابة روايتها الأولى بيت الأرواح.

و خلال زيارة إلى كاليفورنيا في 1988 قابلت الليندي زوجها الحالي المحامي الأمريكي ويليام غوردون، وأقامت في سان رافاييل مُنذ ذلك الوقت.

كان أبوها توماس الليندي سفيرًا، انفصل عن والدتها عام 1945 لتعود الأم بأطفالها الثلاثة وتستقر في تشيلي حتى 1953، ثم انتقلت العائلة إلى بوليفيا، ومن ثم لبنان، حيث ارتادت أيندي المدرسة البريطانية الخاصة في بيروت، ومن ثم عادت إلى تشيلي عام 1958 لتكمل تعليمها الثانوي، وهناك التقت زوجها الأول ميغيل فرياس الذي تزوجته في 1962.
نتيجة لترحال الأسرة الطويل، اختزنت إيزابيل في ذاكرتها الكثير من الحكايات، والتفاصيل الدقيقة، لتتحول هذه الخبرات الصغيرة إلى تفاصيل حميمية رائعة تشغل رواياتها، وتكسبها زخماً مميزاً.

 تذكر أيندي كتب ألف ليلة وليلة التي قرأتها في طفولتها، والتي كان زوج أمها يحتفظ بها في خزانة سحرية قديمة، جعلت خيال أيندي يتسع ليتحفظ بالتفاصيل الصغيرة، ويضفي عليها طابعاً سحرياً. كما أن ميراث الأسرة السياسي لم يغب كذلك عنها، ولم تغب تأثيراته في طفولتها التي تقول عنها أنها كانت وادعة جداً.

حين عادت الليندي إلى تشيلي كانت شابة يسارية مُثقفة، قابلت زوجها الأول ميغيل فيرياس والد طفليها، وتزوجته وهي لما تزل بعد في العشرين من عمرها، ورغم طلاقها منه فإن إيزابيل تحتفظ له بذكرى جميلة تمثلت في إيمائتها إليه بتسمية إحدى شخصيات روايتها بيت الأرواح على اسمه، وجعله حبيب الحفيدة وأبو ابنتها. 
و كما طبع التنقل طفولتها بطابعه، طبع شبابها، فتنقلت في الوظائف بين المدن والعواصم، وعملت في الصحافة، وفي إعداد البرامج التلفزيونية والوثائقية الأمر الذي زودها بذخيرة من المعرفة العميقة، والتأثيرات التي ظهرت في كتاباتها لاحقاً.
و لم تكتب في هذه الفترة غير قصتين للأطفال ومسرحية.

أثر عليها الانقلاب الذي أطاح بعمها سلفادور أيندي كما أثر على الشعب التشيلي، وبسبب قرابتها بالرئيس، فإنها صُنفت تلقائياً كعدوة للنظام، ونُفيت إلى فنزويلا، غير أن تأثيرات الانقلاب الأعمق، ستظهر فيما بعد وبالتفصيل في روايتها الأولى بيت الأرواح
بعد ذلك لم تعد تشيلي بالنسبة لها كما كانت، وكلما زارتها، وجدتها أصغر، وأقل رحابة بكثير.

كانت الصدمة الأعظم في حياة الليندي حتى الآن وفاة ابنتها باولا في 1993 عن عمر ثمانية وعشرين عاماً بعد دخولها في غيبوبة بسبب مضاعفات مرض البورفيريا، تقول أيندي: "أخذوا ابنتي شابة حية بحالة جيدة، وأعادوها جثة هامدة..". 
كانت تأثيرات وفاة باولا على أمها شديدة، لكن الليندي كانت طوال حياتها امرأة قوية، فحولت ألمها إلى كتاب جميل استعادت فيه طفولتها وذكرياتها، اسمته باولا على اسم ابنتها، وخصصت ريعه لدعم مراكز علاج السرطان.

وقد بيع من نسخ رواياتها حوالي 55 مليون نسخة حول العالم، وترجمت إلى 35 لغة من بينها العربية، ونالت أزيد من 50 جائزة في 16 بلدا، وتمّ تكريمها قبل خمس سنوات بأرفع جائزة أدبية في التشيلي وهي الجائزة الوطنية للآداب تقديرا لمنجزها الروائي.



ملخص رواية العاشق الياباني



«العاشق الياباني»، تمثل قصة مابين التاريخ والرومانسية، تجري أحداثها في «لارك هاوس»، وهو أكثر منه مكاناً للحالات التي تأوي أشخاصاً قبل موتهم.  يقيم فيه نحو 250 نزيل -معظمهم في الثمانينات من العمر- من بينهم مفكرون أحرار، باحثون روحيون، ناشطون اجتماعيون وبيئيون، عدميون.

وتتدور أجواء الرواية عن إيرينا، التي تعمل في مأوى للمسنِّين في سان فرانسيسكو على ألما وحفيدها سيت، وتحاول إيرينا بمساعدة سيت اكتشاف من يرسل لـ «ألما» تلك الرسائل والهدايا السرية.

والتي بدأت كتابتها في أوائل سنة 2013 لكن حادثة وفاة ابن زوجها الأمريكي، أجّلت إتمام العمل إلى وقت لاحق.

وتصر الكاتبة الأكثر شعبية عالميا، أنّ روايتها الجديدة، رغم راويتها العجوز، لا تتخذ الشيخوخة موضوعا لها، بل تتحدث عن الحب، فالقدرة على حب شخص ما لا تتحدّد بالعمر، حسب تعبير الليندي

وكان الدافع لكتابة هذه الرواية، حسب ما أكدته أيِّيندي، هو تواصلها الدائم، خلال السنين الأخيرة، مع كبار السن


في روايتها الجديدة تحكي «الليندي» بطريقتها الخاصة جدًا، وتفاصيلها الروائية الدقيقة عالمًا مختلفًا ممتدًا في الزمان والمكان، رغم أنه يبدأ وينتهي عند مصحةٍ «لارك هاوس» للمسنين، وبين عددٍ محددٍ من الأبطال، إلا أنها تدور مع قارئها في تاريخ شخصياتها الفريدة التي يحمل كل واحدٍ منهم حكاية ومأساة وتفاصيل ثريةّ خاصة به، وتجمع خيوط كل هؤلاء لتصب في النهاية وتعود بهم مرة أخرى إلى «لارك هاوس» بين يدي البطلة الشابة التي لا تزال تتعرف على العالم من خلال معايشتها للعواجيز وكبار السن ونستكشف عالمها الخاص الذي تحاول أن تخفيه من جهةٍ أخرى!.

ربما تبدو الرواية للقارئ من الوهلة الأولى ليست أكثر من قصة حبٍ فريدة، لاسيما أن حمل عنوانها اسم «العاشق الياباني»، ولكنه ما إن يدخل إلى عالم الرواية حتى يفاجأ بأنه وقع في شراك حكاية طويلة ومتشعبة لا تتوقف ولا تقتصر أبدًا عند ذلك العاشق، وإن بقيت قصته من أغرب وأجمل قصص الحب أيضًا.

ولكنَّ التفاصيل الكثيرة التي تأخذنا إليها «إيزابيل الليندي» بطريقتها المميزة في السرد تجعلنا متعاطفين ومتشوقين لكل أبطال العمل الذين تحكي حكاياتهم وكأنهم بالفعل «أبطال» لهذه الرواية، ولعلّ هذا ما يميز رواياتها بشكلٍ عام، إذ نجد لديها قدرة خاصة على الكتابة عن نفسيات وشعور أبطالها، وانتقاء المواقف والأحداث المؤثرة في حياتهم التي تجعل القارئ كأنه يشاهدها أمامه ويتعلّق بها.

أحداث رواية العاشق الياباني

تأتي رواية «العاشق الياباني» بدايةً من خلال البطلة الشابة «إيرينا باثلي» التي تتوجّه للعمل في «لارك هاوس» أحد المصحات الكبرى لإيواء كبار السن والعجزة، والتي سرعان ما تتأقلم مع وضعها الجديد معهم وتحب مشاركتهم تفاصيلهم اليومية، وتشعر بقيمةٍ كبيرة للدور الذي تؤديه هناك


لكنّ الرواية لا تدور حول كبار السن والعجزة بشكلٍ عام فحسب، ولا تستعرض قصصهم وحكاياتهم بشكل سطحيّ أو عابر، بل تتوقف «الليندي» عند نموذجٍ بعينه؛ هو السيدة «ألما بيلاسكو» التي تطلب من «إيرينا» العمل عندها كسكرتيرة خاصة وتبدأ معها مرحلة جديدة في حياتها، وتكشف لها عن قصة حبها الفريدة لذلك العشيق الياباني «إيشيمي فوكودا» والذي ارتبطت به منذ صغرها، وحالت بينهما الأحداث الحرب والأحداث المفجعة التي مروا بها، إلا أنهما لا يزالان على العهد!.

تعود «الليندي» في روايتها بالقارئ إلى تاريخ أبطالها وإلى أيامٍ عصيبة عاشوها في الحرب العالمية الثانية بدءًا من نزوح الفتاة الصغيرة «إلما» وتركها لعائلتها «البولندية» خوفًا من اعتقالها أو إيذائها والذهاب إلى خالتها في «سان فرانسيسكو»، وصولاً إلى ما ذاقه اليابانيون المقيمون في أمريكا من ويلات أثناء الحرب، حيث جرى إيداعهم في معتقلات قاسية أنشأها الأمريكيون لليابانيين هناك، وعاشوا أيامًا بين الألم والجوع والإهانة.

بين كل تلك المآسي والأحداث الجسام تستخلص تأتي  قصة الحب الاستثنائية التي قامت على المراسلات، واستطاعت أن تصمد مع مرور الزمن، وهي بين هذا وذاك تعرض الرواية طرفًا من التاريخ الإنساني أيام الحرب، ذلك التاريخ الذي ينبغي ألا يُنسى.

تجدر الإشارة في النهاية إلى أن «إيزابيل الليندي» التي تبلغ الخامسة والسبعين من عمرها وتكتب روايتها بكل ما تنضح به من مشاعر وتفاصيل دقيقة وشيّقة، تصرّح دائمًا أنها ليست بعيدةً عن التراث العربي، بل لطالما ألهمتها الحكايات التي قرأتها في مراهقتها من كتاب «ألف ليلة وليلة» وكانت محفزها الأساسي في الكتابة الروائية فيما بعد.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *